مسجد “كخيا” طراز مملوكى فى قلب القاهرة يخطف الأنظار

يقع مسجد “الكخيا” عند تقاطع شارعي الجمهورية وقصر النيل، ويطل على ميدان الأوبرا في القاهرة الخديوية. أنشأ الأمير عثمان كتخدا القازدغلي المسجد، وافتتحه في الأول من جمادى الأولى عام 1147 هجريًا، على الطراز المملوكي. وقد خصص له الأمير أملاكًا للإنفاق على خدماته، وكلمة “الكخيا” هي تحريف لكلمة “كتخذا”، والتي تعني وكيل الحاكم.

 

 

يتميز المسجد بوجود عتبة على بابه تحمل كتابات هيروغليفية، حيث تم استخدام أحجار من دور عبادة قديمة في بنائه، مما يعكس قيم التسامح وسعة الأفق. تعرض المسجد لزلزال قوي في عام 1992، مما أدى إلى تصدع جدرانه، ودخل في مرحلة إعادة الإعمار والترميم التي انتهت بافتتاحه مجددًا في عام 1999.

مسجد كخيا منذ العصر العثماني

حظي جامع “الكخيا” باهتمام حكام أسرة محمد علي، مثل الملك فؤاد والملك فاروق. ورغم ذلك، فإن تاريخ بناء الجامع يعود إلى الحقبة العثمانية في مصر، حيث احتفظ المماليك بسلطتهم واستمروا في دفع الضرائب للباب العالي العثماني.

 

بتكليف من الأمير عثمان كتخدا، الذي كان أحد أمراء المماليك ووكيل الوالي العثماني، تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 447 هـ. وقد ضم تصميمه مدرسة وسبيل وكُتاب، وتم تعيين أربعة مؤذنين لرفع الأذان، بالإضافة إلى منادي يجوب الأسواق لتذكير الناس بأوقات الصلاة.

 

في شهر رمضان، كان المسجد يتلقى أربعة قناطير من الزيت لإضاءة مناراته وقناديله، ليظل مضاءً دائمًا. وقد أقيمت مأدبة في حفل الافتتاح لإطعام الناس، حيث تم تقديم الماء المحلى، وتولى الإمام “نور الدين المقدسي” توزيع الدراهم على المحتاجين، بينما كُلف العلّامة “عمرو بن يحيى الطحاوي” بالتدريس فيه.

 

رغم أن المسجد بُني في العصر العثماني ويحتوي على عناصر معمارية عثمانية مثل المأذنة المدببة، إلا أنه يتميز بارتفاعه عن الأرض على طراز العمارة المملوكية، وبابه مصنوع من الحجر، مما يعكس التقاليد المعمارية المملوكية.

مسجد الكخيا وإعادة الهيكلة

في عهد الملك فؤاد، أُزيلت الحوانيت العشوائية المحيطة بالمسجد، وفي عهد الملك فاروق، تم ترميم المسجد بعد إلغاء مشروع بناء عمارة مجاورة.

 

في عام 1992، أدى الزلزال إلى تصدع جدران المسجد، وتمت عملية الترميم التي انتهت بافتتاحه في عام 1999. يحتوي المسجد أيضًا على كتاب وحمام وسبيل، بالإضافة إلى بئر في الجزء الجنوبي من صحن المسجد. يضم المسجد ستة أعمدة من معبد فيلة، وبابه مصنوع من خشب الزان الأحمر الوردى، ويتميز بعتبة مزيّنة بالنقوش.

IMG_٢٠٢٥٠٥٠٤_١٩٣٨٥٢-300x135 مسجد "كخيا" طراز مملوكى فى قلب القاهرة يخطف الأنظار

تخطيط المسجد يشبه المساجد المملوكية، حيث يحتوي على صحن مكشوف وأربعة أيوانات، أكبرها إيوان القبلة، وتغطيته سقف خشبي مزخرف بالألوان الزيتية. الأرضيات مصنوعة من الرخام والحجر الجيري، وتعلوه مأذنة عثمانية تقع في الركن الشرقي على شكل قلم رصاص. وقد تمت عدة عمليات ترميم للمسجد، كان آخرها بعد زلزال أكتوبر 1992.

مشاركة

إرسال التعليق