في قلب شارع شامبليون بوسط البلد، تقف صيدلية ستيفنسون شامخة بشبابيكها الخشبية ورفوفها العتيقة، شاهدة على أكثر من قرن من الزمن. أُنشئت عام 1915 على يد صيدلي إنجليزي، وما زالت تحتفظ بطرازها المعماري الإنجليزي الفريد حتى اليوم.
في هذا الحوار، نلتقي الأستاذ زهير إحسان، مدير الصيدلية، وحفيد العائلة التي تولت إدارتها منذ منتصف القرن الماضي، ليحكي لنا عن تاريخ المكان، وسر بقائه حيًا رغم تقلبات الزمن.
س: في البداية، احكِ لنا عن تاريخ صيدلية ستيفنسون.
جدي كان بيشتغل مع صيدلي إنجليزي اسمه ستيفنسون، هو اللي أسس الصيدلية سنة 1915، وكان لها فرعين، واحد في الزمالك وده اللي قفل، والتاني هو اللي موجود لحد دلوقتي في شارع شامبليون. بعد ما الإنجليز خرجوا من مصر، جدي اشترى الصيدلية وبقت ملك العيلة، ومن وقتها وهي شغالة بنفس الشكل تقريبًا.
س: هل فعلاً المكان ما زال على حاله من وقت الإنجليز؟
أيوه، حافظنا على كل حاجة زي ما هي. من ساعة ما الإنجليز مشيوا، ما غيّرنش الرخام، ولا الخشب، ولا حتى ديكور الدولايب. كل التفاصيل القديمة لسه موجودة، حتى اسم “ستيفنسون” لسه محفور على الباب.
س: إزاي قدرتوا تحافظوا على كل ده رغم مرور السنين؟
الموضوع مش سهل، بس إحنا شايفين إن المكان ده ليه قيمة كبيرة، مش بس كصيدلية، لكن كجزء من تاريخ القاهرة. فضلنا نحافظ عليه زي ما هو، سواء من ناحية الشكل أو الروح.
س: هل بيجيلكوا ناس مخصوص علشان المكان؟
كتير جدًا. ناس بتيجي مش علشان تشتري دوا، لكن علشان تشوف المكان. طلبة فنون جميلة بيرسموه، ومصورين بيعملوا جلسات تصوير فيه، حتى فيه ناس من وزارة الثقافة زارونا علشان يوثقوا المكان ويشوفوا إمكانية ترميمه.
س: شايف إن في وعي كافي بأهمية الأماكن دي؟
مش دايمًا، بس بدأت أحس إن في ناس صغيرة في السن بدأت تهتم. في ناس بتدخل الصيدلية وتتصدم من شكلها، ويبدأوا يسألوا عن تاريخها. ده بيديني أمل إن في جيل جديد ممكن يهتم بالحفاظ على الحاجات دي.
س: تحب تقول إيه لأي حد حابب يزور صيدلية ستيفنسون؟
بقوله تعال، مش بس علشان الدوا، لكن علشان تشوف القاهرة بتاعت زمان. كل رف هنا فيه حكاية، وكل تفصيلة جوه المكان بتفكرك إن الزمن ممكن يقف شوية… لو حافظنا عليه.
مشاركة
إرسال التعليق