يقع مسجد السيدة نفيسة في حي الخليفة بالقاهرة، ويُعد من أهم المساجد الدينية والتاريخية في مصر، لأنه يرتبط بآل بيت النبي محمد ﷺ.
السيدة نفيسة هي حفيدة الإمام علي بن أبي طالب، وتوفيت في مصر عام 208 هـ (824 م). بعد وفاتها، أراد زوجها نقل جثمانها إلى المدينة المنورة، لكن أهل مصر طلبوا دفنها في القاهرة. وافق زوجها بعد أن رأى رؤيا للنبي ﷺ يطلب فيها دفنها هناك.
أُنشئ أول ضريح لها في عهد الوالي العباسي عبيد الله بن السري، ثم جُدد في العصر الفاطمي وأضافوا إليه قبة وزخارف جميلة.
تم تطوير المسجد عدة مرات، أهمها في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 714 هـ (1314 م)، حيث بُني مسجد بجوار الضريح.
وفي عام 1892 م، تعرض المسجد لحريق كبير، فأمر الخديوي عباس حلمي الثاني بإعادة بنائه في 1897 م، وأضاف إليه تصاميم مملوكية وقبة مزخرفة.
في مارس 2025، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الثانية من تطوير المسجد ضمن مشروع تجديد القاهرة التاريخية.
شملت التجديدات ترميم الضريح والمقصورة، وتحسين البنية التحتية، وشاركت في ذلك طائفة البهرة الهندية. وأكد الرئيس السيسي أهمية الاهتمام بأضرحة آل البيت كجزء من الحفاظ على التراث.
يُعد المسجد من أهم المزارات الدينية في مصر، ويقصده الزوار من داخل مصر وخارجها، لما له من مكانة خاصة في قلوب المسلمين.
يمثل المسجد مزيجًا رائعًا من التاريخ والروحانية، ويُبرز جمال العمارة الإسلامية واهتمام الدولة بتطوير التراث الإسلامي.
مشاركة
إرسال التعليق