كتب/حسن ماهر
تعد عمارة يعقوبيان من أشهر المباني في وسط القاهرة، حيث تحمل بين جدرانها تاريخًا طويلًا من التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر. اكتسبت العمارة شهرتها الواسعة بعد أن استلهم منها الروائي علاء الأسواني روايته الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، والتي تحولت لاحقًا إلى فيلم سينمائي ومسلسل درامي.
تاريخ العمارة
تقع عمارة يعقوبيان في شارع طلعت حرب بوسط البلد، وقد شُيدت في ثلاثينيات القرن الماضي على الطراز الأوروبي، وهو ما يميز العديد من المباني في هذه المنطقة التي كانت مركزًا للطبقة الأرستقراطية المصرية والأجنبية في ذلك الوقت. كانت العمارة في بدايتها مقرًا لسكن العائلات الراقية، لكنها شهدت تغيرات كبيرة على مر السنين.
التحولات الاجتماعية
مع مرور الزمن، تغير الطابع الاجتماعي للعمارة؛ فبعد ثورة يوليو 1952، بدأت بعض العائلات الثرية تغادر وسط البلد، مما أدى إلى تحول شقق العمارة إلى مكاتب وشقق للإيجار بأسعار أقل، ما جعلها مأوى للعديد من الطبقات الاجتماعية المختلفة. كما ظهرت في سطح العمارة غرف صغيرة يقطنها الفقراء والمهاجرون من الريف بحثًا عن حياة أفضل في العاصمة.
في الأدب والسينما
ازدادت شهرة العمارة بعد نشر رواية “عمارة يعقوبيان” عام 2002، حيث سلطت الرواية الضوء على التباين الطبقي والتغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في العقود الأخيرة. في عام 2006، تم تحويل الرواية إلى فيلم من بطولة عادل إمام ونور الشريف وهند صبري، والذي لاقى نجاحًا واسعًا.
الوضع الحالي
اليوم، لا تزال عمارة يعقوبيان قائمة في قلب وسط البلد، وهي تعكس مزيجًا من الماضي والحاضر، حيث تتجاور مكاتب الشركات مع الوحدات السكنية، وتبقى رمزًا للتحولات التي مرت بها القاهرة عبر العقود.
تمثل عمارة يعقوبيان نموذجًا حيًا للتغيرات التي شهدها المجتمع المصري، فهي ليست مجرد مبنى تاريخي، بل رمزًا لقصص وحكايات متعددة تعكس التفاوت الطبقي والتحولات السياسية والاجتماعية في مصر الحديثة
مشاركة
إرسال التعليق